منتدى الجلفة لأولاد نايل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجلفة 17000


    شهر رمضان الكريم

    منزه عبد السلام
    منزه عبد السلام
    عضو مبتدئ
    عضو مبتدئ


    ذكر عدد الرسائل : 1
    العمر : 51
    نقاط : 3
    تاريخ التسجيل : 04/12/2010

    شهر رمضان الكريم Empty شهر رمضان الكريم

    مُساهمة من طرف منزه عبد السلام الثلاثاء أغسطس 02, 2011 1:50 pm

    1 : ــ تحقيق المقصد الشرعي من الصوم ، بأداء فريضة الصوم طاعة لله - تبارك وتعالى - وصيانته بالإخلاص ،وحسن الإتباع ، وإحياء السنن ، ونبذ البدع : وذلك بمعرفة آدابه وأحكامه ، إذ أن الصيام فيه ضبط للنفس على مراد الشارع الحكيم ، وحبسها عن الشهوات ، وفطامها عن المألوفات الطبيعية المباحة من طعام ، وشراب ، وجماع . من الفجر إلى الليل ، طاعة لله - تعالى - بنيـّـــــــــــة التعبد ، بعيدا عن الرياء ، والتقليد الأعمى ، واتباع الأهواء .

    2: ــ مراعاة المواقيت الفاضلة الخاصة بالشهر المبارك : كرؤية الهلال ، والإفطار ، والإمساك ، والدعاء عند الإفطار ، وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر ، وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وزكاة الفطر ، وصلاة العيد ، والعيد ، وما في كل ذلك من هدي وآداب .
    وبذلك يستشعر العبد راحة النفس في كل لحظة من الشهر المبارك ، وعظم الأجر في عبوديتة لله - تبارك وتعالى – على مراده ، ومراقبته له سبحانه في كل أحواله .

    3 : ــ تحقيق التميز ، والعزة للمؤمن : وذلك بأن يكون له شخصية ينطلق بها من خلال مبادئ وشعائرالإسلام الحنيف ، دقها وجلَـّها ، وهذا يتطلّب منه معرفة بها ، لئلا يكون إمـّـعة ، يُحسن إن أحسن الناس ، ويُسيء إذا أساؤوا ، بل يجب أن يعبد الله على بصيرة ، وأن تكون لديه شخصية مستقلة مميزة يخالف بها الكفار ، وأهل الأهواء ، وأئمة الضلال والبدع ، طاعة لله - تبارك وتعالى - ، واتباعا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
    وذلك بـ :

    1/3 : ــ الحرص على تناول السحور الذي يميـّـز صيامنا عن صيام أهل الكتاب : فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) رواه مسلم .
    وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله عز وجل ، وملائكته ، يصلـّـون على المتسحرين ) [ صحيح الترغيب 1507 ] .

    2/3 : ــ تتحقق حكمة الصيام العليا بتحقيق ملكة التقوى : وتتقوى الإرادة على ترك الشهوات المباحة ، والصبر عليها طاعة ً لله – تبارك وتعالى - ، وتتعوّد النفس على فطامها وتركها لما هو محرم ، وما هو مكروه وذلك أولى ، كالزنا والربا ، والقتل ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والعقوق ، والكذب ، والظلم ، وخاصة ظلم العبد لنفسه بالشرك والكفر .

    فمن كان صائما حقا صام عن محارم الله - تبارك وتعالى- ، وتذكـّـر أنه في عبودية ومراقبة لله - جل وعلا - فحفظ قلبه ، ومنع جوارحه من انتهاك حدود الله - تبارك اسمه - . فكف الأذى ، وردّ الحقوق إلى أصحابها .
    قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة 183 ] . إنها التقوى ... إنها خير زاد . قال الله تعالى : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) البقرة 197 .

    3/3 : ــ تحقيق الغاية المرجوة من آثار الصيام الحسية والمعنوية على الفرد والمجتمع المسلم : إذ أن في الصيام تهذيب للنفس يسمو بها إلى الكمال ، وحسن الخلق ، والترفّع عما يشين ، ليكون المؤمن قدوة صالحة في نفسه لأبناءه ومن حوله ، وذلك بالتواصل والتضامن ، والمودة والإخاء ، والمحبة والعطاء ، والطهر والنقاء . نقاء السريرة ، بتطهير القلب من الحقد والحسد والغيرة والبغضاء ، والبعد عن تتبع العثرات ، وتصيـّد الزلات والأخطاء ، فكل ابن آدم خطاء .
    جاء رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ليتمم مكارم الأخلاق ، وصفات الكمال وحثنا عليها ، وأمرنا بها ليميز الله – تبارك وتعالى - الخبيث من الطيب . ليميز من كان عابدا لله ، ممن كان عابدا لهواه ، فلا ينبغي أن يمنعه صيامه ، وجوعه وعطشه من أن يتصف بمكارم الأخلاق .
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله - تعالى - : ( كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، وإن سابّـه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، وللصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) [ متفق عليه ] .
    وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) [ صحيح الجامع 6539 ] .
    وعن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) [ صحيح الجامع 3490 ] .
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابّـك أحد أو جهل عليك ، فقل : إني صائم إني صائم ) [ صحيح الجامع 5376 ] .

    جَهـِـل البعضُ حقيقة الصيام فتركوه بالكلية ، وبتركه نقضوا ركنا من أركان الإسلام .
    واقتصر آخرون على ترك الطعام والشراب فقط ، ولم يردعهم عن فعل المعاصي والمنكرات .
    ويرى آخرون في الصيام ، عادات وتقاليد متوارثة ، محدودة الأثر ، همهم منها فقط : تسوق ، وإعداد الولائم ، والأكلات ، والحلويات .
    أضف إلى ذلك من المستجدات إعداد الزينة الخاصة برمضان ، والخيم رمضانية ، وسهرات طرب ، وأفلام ، وتمثيليات هازلة ، وبرامج هابطة تعرض حتى على حواف الطرقات لتسلية الصائمين والصائمات ــ زعموا ــ .
    وما علموا أنهم ــ للأسف ــ يستخفون بعقول مشاهديها ، وإذا بأيام رمضان ولياليه مرت سراعا ، وأوقاته ضُيعَت هدرا وإذا بفرصٍ سنحت لا يحرمها إلا محروم .

    4 : ــ استثمار الأيّام والليالي في الصلاح والإصلاح قدر الإستطاعة : إذ أن في رمضان فرص ثمينة قد لا تعوض ، فينبغي مجاهدة النفس فيها والشيطان ، والمسارعة إلى اغتنام أيامه بالصيام ، ولياليه بالقيام ، وأن يعمرها بأنواع البر والإحسان ، والطاعة ، وصلة الرحم ، وقراءة القرآن الكريم ، والإعتمار ، والإعتكاف ، والأمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر ، والحرص على طلب العلم الشرعي من مظانـّه ، والتحلق حول العلماء في مجالس الذكر .

    5 : ــ التفكر في آيات الله الكونية ، في عظيم خلقه ، وبديع صنعه : فتقلـّـب الليل والنهار يدلّ على أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار قرار ، وانتظار الشهر المبارك ، وسرعة رحيله إيذان بسرعة رحيل هذه الأجساد .
    فطوبى لمن اتعظ بما في هذه الآيات من أحوال واطوار ، واستدلّ بتقلباتها على ما فيها من حكم بالغة وأسرار ، فسارع إلى صالح الأعمال ، وبادر إلى التوبة ، والإنابة ، وأقلع عن الذنوب والمعاصي ؛ وسابق إلى الخيرات بإذن الله – تعالى - ، وسارع إلى الندم على ما فات ، وتنظيم الأوقات قبل الفوات .

    أختاه !! تذكري الموت وحلول الأجل وانقطاع العمل، ، تذكري يوم القيامة ، وأهوال يوم القيامة ، وظمأ يوم القيامة ، والشمس تدنو فوق الرؤوس ، والعرق على قدر العمل ، فمنهم من يلجمه إلجاما ، ومنهم ما دون ذلك ، وأعدي العدّة ليوم يجعل الله فيه الولدان شيبا .


    أسأل لله تعالى أن يظلنا وإياكم بظلـّـه يوم لا ظل إلا ظلـّـه .


    أختاه ! يا من تنامين النهار فيذهب هدرا ، وتحيين الليل بلا منفعة ولا أجر ، ولا ذكر سهرا ، ها هو قد أظلـّـنا شهر مغنم وأرباح يزداد فيه الإيمان ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، أذكرك ونفسي بقول الله تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) [ المؤمنون 115] .

    فشتـــــــــــــان شتــــــــــــــــان بين من يعضّ أصابع الندم حين لا ينفع الندم ، وبين من تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [ السجدة 16 ــ 17 ] .

    أسأل الله - تعالى - أن يجعلنا وإياكم جميعا منهم ، وأن يحشرنا معهم ، وأن يبلغنا صيام هذا الشهر المبارك وقيامه ، ويجعلنا جميعا من عتقائه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    بقلم وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح

    من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى - .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:40 am