1 : ــ تحقيق المقصد الشرعي من الصوم ، بأداء فريضة الصوم طاعة لله - تبارك وتعالى - وصيانته بالإخلاص ،وحسن الإتباع ، وإحياء السنن ، ونبذ البدع : وذلك بمعرفة آدابه وأحكامه ، إذ أن الصيام فيه ضبط للنفس على مراد الشارع الحكيم ، وحبسها عن الشهوات ، وفطامها عن المألوفات الطبيعية المباحة من طعام ، وشراب ، وجماع . من الفجر إلى الليل ، طاعة لله - تعالى - بنيـّـــــــــــة التعبد ، بعيدا عن الرياء ، والتقليد الأعمى ، واتباع الأهواء .
2: ــ مراعاة المواقيت الفاضلة الخاصة بالشهر المبارك : كرؤية الهلال ، والإفطار ، والإمساك ، والدعاء عند الإفطار ، وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر ، وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وزكاة الفطر ، وصلاة العيد ، والعيد ، وما في كل ذلك من هدي وآداب .
وبذلك يستشعر العبد راحة النفس في كل لحظة من الشهر المبارك ، وعظم الأجر في عبوديتة لله - تبارك وتعالى – على مراده ، ومراقبته له سبحانه في كل أحواله .
3 : ــ تحقيق التميز ، والعزة للمؤمن : وذلك بأن يكون له شخصية ينطلق بها من خلال مبادئ وشعائرالإسلام الحنيف ، دقها وجلَـّها ، وهذا يتطلّب منه معرفة بها ، لئلا يكون إمـّـعة ، يُحسن إن أحسن الناس ، ويُسيء إذا أساؤوا ، بل يجب أن يعبد الله على بصيرة ، وأن تكون لديه شخصية مستقلة مميزة يخالف بها الكفار ، وأهل الأهواء ، وأئمة الضلال والبدع ، طاعة لله - تبارك وتعالى - ، واتباعا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وذلك بـ :
1/3 : ــ الحرص على تناول السحور الذي يميـّـز صيامنا عن صيام أهل الكتاب : فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) رواه مسلم .
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله عز وجل ، وملائكته ، يصلـّـون على المتسحرين ) [ صحيح الترغيب 1507 ] .
2/3 : ــ تتحقق حكمة الصيام العليا بتحقيق ملكة التقوى : وتتقوى الإرادة على ترك الشهوات المباحة ، والصبر عليها طاعة ً لله – تبارك وتعالى - ، وتتعوّد النفس على فطامها وتركها لما هو محرم ، وما هو مكروه وذلك أولى ، كالزنا والربا ، والقتل ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والعقوق ، والكذب ، والظلم ، وخاصة ظلم العبد لنفسه بالشرك والكفر .
فمن كان صائما حقا صام عن محارم الله - تبارك وتعالى- ، وتذكـّـر أنه في عبودية ومراقبة لله - جل وعلا - فحفظ قلبه ، ومنع جوارحه من انتهاك حدود الله - تبارك اسمه - . فكف الأذى ، وردّ الحقوق إلى أصحابها .
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة 183 ] . إنها التقوى ... إنها خير زاد . قال الله تعالى : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) البقرة 197 .
3/3 : ــ تحقيق الغاية المرجوة من آثار الصيام الحسية والمعنوية على الفرد والمجتمع المسلم : إذ أن في الصيام تهذيب للنفس يسمو بها إلى الكمال ، وحسن الخلق ، والترفّع عما يشين ، ليكون المؤمن قدوة صالحة في نفسه لأبناءه ومن حوله ، وذلك بالتواصل والتضامن ، والمودة والإخاء ، والمحبة والعطاء ، والطهر والنقاء . نقاء السريرة ، بتطهير القلب من الحقد والحسد والغيرة والبغضاء ، والبعد عن تتبع العثرات ، وتصيـّد الزلات والأخطاء ، فكل ابن آدم خطاء .
جاء رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ليتمم مكارم الأخلاق ، وصفات الكمال وحثنا عليها ، وأمرنا بها ليميز الله – تبارك وتعالى - الخبيث من الطيب . ليميز من كان عابدا لله ، ممن كان عابدا لهواه ، فلا ينبغي أن يمنعه صيامه ، وجوعه وعطشه من أن يتصف بمكارم الأخلاق .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله - تعالى - : ( كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، وإن سابّـه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، وللصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) [ متفق عليه ] .
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) [ صحيح الجامع 6539 ] .
وعن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) [ صحيح الجامع 3490 ] .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابّـك أحد أو جهل عليك ، فقل : إني صائم إني صائم ) [ صحيح الجامع 5376 ] .
جَهـِـل البعضُ حقيقة الصيام فتركوه بالكلية ، وبتركه نقضوا ركنا من أركان الإسلام .
واقتصر آخرون على ترك الطعام والشراب فقط ، ولم يردعهم عن فعل المعاصي والمنكرات .
ويرى آخرون في الصيام ، عادات وتقاليد متوارثة ، محدودة الأثر ، همهم منها فقط : تسوق ، وإعداد الولائم ، والأكلات ، والحلويات .
أضف إلى ذلك من المستجدات إعداد الزينة الخاصة برمضان ، والخيم رمضانية ، وسهرات طرب ، وأفلام ، وتمثيليات هازلة ، وبرامج هابطة تعرض حتى على حواف الطرقات لتسلية الصائمين والصائمات ــ زعموا ــ .
وما علموا أنهم ــ للأسف ــ يستخفون بعقول مشاهديها ، وإذا بأيام رمضان ولياليه مرت سراعا ، وأوقاته ضُيعَت هدرا وإذا بفرصٍ سنحت لا يحرمها إلا محروم .
4 : ــ استثمار الأيّام والليالي في الصلاح والإصلاح قدر الإستطاعة : إذ أن في رمضان فرص ثمينة قد لا تعوض ، فينبغي مجاهدة النفس فيها والشيطان ، والمسارعة إلى اغتنام أيامه بالصيام ، ولياليه بالقيام ، وأن يعمرها بأنواع البر والإحسان ، والطاعة ، وصلة الرحم ، وقراءة القرآن الكريم ، والإعتمار ، والإعتكاف ، والأمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر ، والحرص على طلب العلم الشرعي من مظانـّه ، والتحلق حول العلماء في مجالس الذكر .
5 : ــ التفكر في آيات الله الكونية ، في عظيم خلقه ، وبديع صنعه : فتقلـّـب الليل والنهار يدلّ على أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار قرار ، وانتظار الشهر المبارك ، وسرعة رحيله إيذان بسرعة رحيل هذه الأجساد .
فطوبى لمن اتعظ بما في هذه الآيات من أحوال واطوار ، واستدلّ بتقلباتها على ما فيها من حكم بالغة وأسرار ، فسارع إلى صالح الأعمال ، وبادر إلى التوبة ، والإنابة ، وأقلع عن الذنوب والمعاصي ؛ وسابق إلى الخيرات بإذن الله – تعالى - ، وسارع إلى الندم على ما فات ، وتنظيم الأوقات قبل الفوات .
أختاه !! تذكري الموت وحلول الأجل وانقطاع العمل، ، تذكري يوم القيامة ، وأهوال يوم القيامة ، وظمأ يوم القيامة ، والشمس تدنو فوق الرؤوس ، والعرق على قدر العمل ، فمنهم من يلجمه إلجاما ، ومنهم ما دون ذلك ، وأعدي العدّة ليوم يجعل الله فيه الولدان شيبا .
أسأل لله تعالى أن يظلنا وإياكم بظلـّـه يوم لا ظل إلا ظلـّـه .
أختاه ! يا من تنامين النهار فيذهب هدرا ، وتحيين الليل بلا منفعة ولا أجر ، ولا ذكر سهرا ، ها هو قد أظلـّـنا شهر مغنم وأرباح يزداد فيه الإيمان ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، أذكرك ونفسي بقول الله تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) [ المؤمنون 115] .
فشتـــــــــــــان شتــــــــــــــــان بين من يعضّ أصابع الندم حين لا ينفع الندم ، وبين من تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [ السجدة 16 ــ 17 ] .
أسأل الله - تعالى - أن يجعلنا وإياكم جميعا منهم ، وأن يحشرنا معهم ، وأن يبلغنا صيام هذا الشهر المبارك وقيامه ، ويجعلنا جميعا من عتقائه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
بقلم وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى - .
2: ــ مراعاة المواقيت الفاضلة الخاصة بالشهر المبارك : كرؤية الهلال ، والإفطار ، والإمساك ، والدعاء عند الإفطار ، وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر ، وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وزكاة الفطر ، وصلاة العيد ، والعيد ، وما في كل ذلك من هدي وآداب .
وبذلك يستشعر العبد راحة النفس في كل لحظة من الشهر المبارك ، وعظم الأجر في عبوديتة لله - تبارك وتعالى – على مراده ، ومراقبته له سبحانه في كل أحواله .
3 : ــ تحقيق التميز ، والعزة للمؤمن : وذلك بأن يكون له شخصية ينطلق بها من خلال مبادئ وشعائرالإسلام الحنيف ، دقها وجلَـّها ، وهذا يتطلّب منه معرفة بها ، لئلا يكون إمـّـعة ، يُحسن إن أحسن الناس ، ويُسيء إذا أساؤوا ، بل يجب أن يعبد الله على بصيرة ، وأن تكون لديه شخصية مستقلة مميزة يخالف بها الكفار ، وأهل الأهواء ، وأئمة الضلال والبدع ، طاعة لله - تبارك وتعالى - ، واتباعا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وذلك بـ :
1/3 : ــ الحرص على تناول السحور الذي يميـّـز صيامنا عن صيام أهل الكتاب : فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) رواه مسلم .
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله عز وجل ، وملائكته ، يصلـّـون على المتسحرين ) [ صحيح الترغيب 1507 ] .
2/3 : ــ تتحقق حكمة الصيام العليا بتحقيق ملكة التقوى : وتتقوى الإرادة على ترك الشهوات المباحة ، والصبر عليها طاعة ً لله – تبارك وتعالى - ، وتتعوّد النفس على فطامها وتركها لما هو محرم ، وما هو مكروه وذلك أولى ، كالزنا والربا ، والقتل ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والعقوق ، والكذب ، والظلم ، وخاصة ظلم العبد لنفسه بالشرك والكفر .
فمن كان صائما حقا صام عن محارم الله - تبارك وتعالى- ، وتذكـّـر أنه في عبودية ومراقبة لله - جل وعلا - فحفظ قلبه ، ومنع جوارحه من انتهاك حدود الله - تبارك اسمه - . فكف الأذى ، وردّ الحقوق إلى أصحابها .
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة 183 ] . إنها التقوى ... إنها خير زاد . قال الله تعالى : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) البقرة 197 .
3/3 : ــ تحقيق الغاية المرجوة من آثار الصيام الحسية والمعنوية على الفرد والمجتمع المسلم : إذ أن في الصيام تهذيب للنفس يسمو بها إلى الكمال ، وحسن الخلق ، والترفّع عما يشين ، ليكون المؤمن قدوة صالحة في نفسه لأبناءه ومن حوله ، وذلك بالتواصل والتضامن ، والمودة والإخاء ، والمحبة والعطاء ، والطهر والنقاء . نقاء السريرة ، بتطهير القلب من الحقد والحسد والغيرة والبغضاء ، والبعد عن تتبع العثرات ، وتصيـّد الزلات والأخطاء ، فكل ابن آدم خطاء .
جاء رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ليتمم مكارم الأخلاق ، وصفات الكمال وحثنا عليها ، وأمرنا بها ليميز الله – تبارك وتعالى - الخبيث من الطيب . ليميز من كان عابدا لله ، ممن كان عابدا لهواه ، فلا ينبغي أن يمنعه صيامه ، وجوعه وعطشه من أن يتصف بمكارم الأخلاق .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله - تعالى - : ( كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، وإن سابّـه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، وللصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) [ متفق عليه ] .
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) [ صحيح الجامع 6539 ] .
وعن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) [ صحيح الجامع 3490 ] .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابّـك أحد أو جهل عليك ، فقل : إني صائم إني صائم ) [ صحيح الجامع 5376 ] .
جَهـِـل البعضُ حقيقة الصيام فتركوه بالكلية ، وبتركه نقضوا ركنا من أركان الإسلام .
واقتصر آخرون على ترك الطعام والشراب فقط ، ولم يردعهم عن فعل المعاصي والمنكرات .
ويرى آخرون في الصيام ، عادات وتقاليد متوارثة ، محدودة الأثر ، همهم منها فقط : تسوق ، وإعداد الولائم ، والأكلات ، والحلويات .
أضف إلى ذلك من المستجدات إعداد الزينة الخاصة برمضان ، والخيم رمضانية ، وسهرات طرب ، وأفلام ، وتمثيليات هازلة ، وبرامج هابطة تعرض حتى على حواف الطرقات لتسلية الصائمين والصائمات ــ زعموا ــ .
وما علموا أنهم ــ للأسف ــ يستخفون بعقول مشاهديها ، وإذا بأيام رمضان ولياليه مرت سراعا ، وأوقاته ضُيعَت هدرا وإذا بفرصٍ سنحت لا يحرمها إلا محروم .
4 : ــ استثمار الأيّام والليالي في الصلاح والإصلاح قدر الإستطاعة : إذ أن في رمضان فرص ثمينة قد لا تعوض ، فينبغي مجاهدة النفس فيها والشيطان ، والمسارعة إلى اغتنام أيامه بالصيام ، ولياليه بالقيام ، وأن يعمرها بأنواع البر والإحسان ، والطاعة ، وصلة الرحم ، وقراءة القرآن الكريم ، والإعتمار ، والإعتكاف ، والأمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر ، والحرص على طلب العلم الشرعي من مظانـّه ، والتحلق حول العلماء في مجالس الذكر .
5 : ــ التفكر في آيات الله الكونية ، في عظيم خلقه ، وبديع صنعه : فتقلـّـب الليل والنهار يدلّ على أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار قرار ، وانتظار الشهر المبارك ، وسرعة رحيله إيذان بسرعة رحيل هذه الأجساد .
فطوبى لمن اتعظ بما في هذه الآيات من أحوال واطوار ، واستدلّ بتقلباتها على ما فيها من حكم بالغة وأسرار ، فسارع إلى صالح الأعمال ، وبادر إلى التوبة ، والإنابة ، وأقلع عن الذنوب والمعاصي ؛ وسابق إلى الخيرات بإذن الله – تعالى - ، وسارع إلى الندم على ما فات ، وتنظيم الأوقات قبل الفوات .
أختاه !! تذكري الموت وحلول الأجل وانقطاع العمل، ، تذكري يوم القيامة ، وأهوال يوم القيامة ، وظمأ يوم القيامة ، والشمس تدنو فوق الرؤوس ، والعرق على قدر العمل ، فمنهم من يلجمه إلجاما ، ومنهم ما دون ذلك ، وأعدي العدّة ليوم يجعل الله فيه الولدان شيبا .
أسأل لله تعالى أن يظلنا وإياكم بظلـّـه يوم لا ظل إلا ظلـّـه .
أختاه ! يا من تنامين النهار فيذهب هدرا ، وتحيين الليل بلا منفعة ولا أجر ، ولا ذكر سهرا ، ها هو قد أظلـّـنا شهر مغنم وأرباح يزداد فيه الإيمان ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، أذكرك ونفسي بقول الله تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) [ المؤمنون 115] .
فشتـــــــــــــان شتــــــــــــــــان بين من يعضّ أصابع الندم حين لا ينفع الندم ، وبين من تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [ السجدة 16 ــ 17 ] .
أسأل الله - تعالى - أن يجعلنا وإياكم جميعا منهم ، وأن يحشرنا معهم ، وأن يبلغنا صيام هذا الشهر المبارك وقيامه ، ويجعلنا جميعا من عتقائه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
بقلم وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى - .